تشخيص أسرع وحياة أقل ألماً
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Thursday, 23-Jan-2025 06:48

بطانة الرحم المهاجرة، أو Endometriosis، حالة طبية تؤثر على النساء، إذ تنمو أنسجة شبيهة ببطانة الرحم في أماكن غير طبيعية، كالمبايض أو الأمعاء.

تُسبّب هذه الحالة أعراضاً متنوّعة تشمل آلاماً شديدة أثناء الدورة الشهرية، آلام الحوض المزمنة، وصعوبة في الحَمَل. ويتسمّ تشخيص هذا المرض بالتعقيد، إذ يستغرق غالباً حوالى 7 سنوات من بداية الأعراض للتأكّد النهائي، ممّا يضع النساء في رحلة طويلة من الفحوصات والعمليات الجراحية.
وفّرت دراسة حديثة، أُجريَت في أستراليا على 805 مشاركات، أملاً جديداً في تحسين طرق التشخيص. وركّزت الدراسة على تحليل بروتينات محدّدة في بلازما الدم، إذ تُحدَّد 10 بروتينات ترتبط بالمرض بدقّة عالية، قادرة على التمييز بين المراحل المختلفة من المرض. وبرز في النتائج نموذج إحصائي حقّق دقّة مذهلة بلغت 99.7% في تشخيص الحالات الشديدة، ممّا يشير إلى إمكانية تطوير أداة تشخيصية غير جراحية مستقبلية.
إلى جانب التشخيص، يُعتبر التعامل مع أعراض بطانة الرحم المهاجرة من خلال التغذية أمراً أساسياً. ويُنصح باتباع نظام غذائي مضاد للالتهاب يتضمّن الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 كالسلمون وزيت الزيتون، والخضروات الورقية مثل السبانخ.
ويساهم تقليل تناول الأطعمة المصنّعة والسكريات، بالإضافة إلى تقليل الكافيين والمشروبات الغازية، في تخفيف الآلام وتحسين جودة الحياة. كما أنّ تعزيز صحة الأمعاء عبر الألياف والأطعمة المخمّرة مثل الزبادي، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء، يلعب دوراً كبيراً في تقليل الانتفاخ وتحسين الهضم.
وتُبشّر الدراسة بإمكانية اختصار سنوات المعاناة عبر التشخيص المبكر والدقيق من خلال تحليل بسيط للدم. لكنّ تطبيق هذا الاختبار على نطاق واسع يتطلّب موافقات الجهات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، ما قد يستغرق من 3 إلى 5 سنوات.
الخلاصة، إنّ الجمع بين التقدّم العلمي والتغذية المتوازنة يمكن أن يُحدِث نقلة نوعية في التعامل مع بطانة الرحم المهاجرة، ممّا يمنح النساء المصابات فرصة لحياة أفضل وأقل ألماً.

الأكثر قراءة